...نَعَم كُنتٌ بعمر الرًابعة ولَكن أتذكًر ذّلك الالحاح لدى فى السؤال كَتَذكُرى للون قميصى الذى أرتَدى كَمَا أتَذكَر ذلك الالحاح الدائم
فى التهرب من الاجابة مِن قبَل أبى بتصَنُع الانشغال تارة وبمحاولة الهائى عن السؤَال بأن يطلب ان احضر له شيئاً تارة اخرى وبأمور أخرى تَارة وتارة
ظناً مِنه أنى أقصد من سؤالى البَرىْ ذَلك القَصد الذى يبدو لا بريئاً منَ الاجابة ...ومعَ انى كنت اقصد جانبا اخر من سؤالى الا اننى كُنت احترم رغبته مؤقتا ثم أعاود السؤال
وفى كل مرة تخيب محاولة جلب الاجابة ببتر الحوار من بدايته ......فقررت ان اغير وجهة سؤالى ووجهه بأن اسأل خَالى حِين يأتى لزيارتنا نهاية الاسبوع كَما يفعل عادة
ولكن بصيغة من جاء بى انا واخوتى الى هذه الدنيا ؟!!....وبالفعل جاء خالى لزيارتنا تناولنا الغذاء وبعد الغداء احضرت كُرتى وطلبت من خالى ان يلاعبنى فلم يتأخر الرجل فى اجابة طلبى ...
وفى أثناء اللعب ناديته ..."خالو" اجاب نعم فقلت" ممكن اسألك سؤال .؟ "قال "اسأل يا سِيدِى " قلت له "بس ما تعملش زى بابا وتتهرب من الاجابة ...فضحك مجيبا "وبابا بيتهرب ليه!! ..اسأل يا عم ربنا يُستر ...لو عارف الاجابة هجاوب .."..قلت له ""هو أنا واخواتى جينا الدنيا دى ازاى ؟ فضحك ضحكا هيستيريا لدرجة انى اصابتنى انا الاخر نوبة ضحك شديدة فقط لطريقة ضحكه ...ثم قاطعته "ايه ياخالو اللى بيضحكك فاجاب مبتسما ومنهيا ضحكته لا مفيش بس انا عاوز اقولك حاجة السؤال ده بتاع ناس كبار لما تكبر شوية هقولك ....او بابا هيقولك!! ...فكان ردى عليه "لما اكبر ايه ياخالو منا كبير اهو !! فاجاب "لا لما تكبر كمان شوية ... فعدت للرد قائلا "هو سؤالى صعب اوى كدة انا عايز اعرف مين جابنى انا واخواتى هنا فى البيت ده ؟!"فرد " اللى جابكم هنا بابا وماما " قلتله " ومين جاب بابا ..؟ومين جاب ماما ..؟!اجاب "اللى جاب بابا جده كذا وجدته كذا واللى جاب ماما.. جدته كذا وجده كذا ..قلتله ومين جاب جدو ده وجدته فرد باباهم ومامتهم قلتله ومين جاب باباهم ومامتهم فرد ضاحكا "لا دا انت كدة مش هتخلص ..قلتله "لا بجد ياخالو ..قوللى ومين اللى جاب بابا جده ومامته ..؟" فرد" اللى جابهم جدك الكبير وجدتك الكبيره " قلتله طيب جده الكبير وجدتو الكبيرة مين جابهم ؟..رد جده الكبير خالص وجدته الكبيرة خالص ...فتابعت طيب ياخالو جده الكبير خالص وجدته الكبيرة خالص دول اللى هما اول جدتو واول جده مين اللى جابهم؟؟!!فلم يجيبنى وهتف منادياً والدى ووالدتى ....فهنا فقط ادرك خالى مخزى سؤالى واسئلتى الكثيرة المعقبة له بأن لدى قناعة تامة رغم سنى الصغيرة فى أنه لابد من وجود قوة كبيرة هى من اتت باول جد وجدة واللذان اتيا من صلبهما كل هؤلاء البشر وانا واخوتى وابى وامى وخالى منهم ...فاراد ان يخبر هما بما يشغل تفكيرى ومخزى الالحاح فى السُئُل ولاحظت علامات من الاعجاب والرضا ادت بهما الى ان يفكرا فى ان يهديانى اول مكافأة او هدية اتذكرها وهى ساعة بها بوصلة وترموتر حرارة ومقياس للنبض وكشاف بعد ان اكدا زعهما خالى على صدق ما هداه الى عقلى من هدية اعمق واغلى وهى هدية الايمان الفطرى العقلى فى وجود قوة عظيمة ...لا تدرك لها حدود فى القدرة ..هذه القوة هى الله ....شكرا ابى وامى على هديتكما وهديتكما الاعظم فى عدم تضليلى ..شكرا خالى على صبرك على ..وشكرا ايها العقل الذى اهدانى قناعة ابدية وايمان مطلق وممنطق فى وجود الله ......شكرا لك يا الله
